تعرفوا على مأساة شاب موريتاني ووالدته

سبت, 07/11/2020 - 14:46

 عبد الرحمن إسمه الحقيقي ..شاب لم يبلغ الاربعين بعد ..يعيش منذ سنوات في العاصمة بعد أن ألجأه مرض والدته "خداجة" إلى العيش فيها ,حيث فرض عليها داء "الفشل الكلوي" القيام بالتصفية مرتين أسبوعيا.
خداجة لم تُنجب غير عبد الرحمن ,ولم يأتِ الا بعد صبر طويل وعناء..وزيارة الصالحين وكثرة الدعاء...بعد أن اقتربت من سن اليأس وكادت تيأس لولا أن استجاب الله دعاءها...وسمع نداءها ,لذلك كانت تحبه حبا جنونيا ,ولا تتصور وجودها بدونه...
كان يبادلها حبا بحب وعشقا بعشق..وحنانا بحنان...تزوج منذ سنوات قليلة من ابنة خاله "امَّيمه"..الفتاة الخلوقة الوادعة ...كانت من اختيار أمه ....أنجبا ولدا وبنتا ,فكانا ريحانتيْ خداجة ..تلعب معهما كما يلعب الطفل مع أترابه...تتسلى بهما..يملآن عليها الغرفة بهجة وسرورا ...فكانت لا تُرى الا وهي راضية...مبتسمة ,تُجلس هذا في حضنها تارة ,وتلك بين سَحْرها ونَحرها تارة أخرى...تُلثم أحدهما ولا تتركه إلا لتُلثمَ الآخر..تستنشق رائحتهما بين الفينة والفينة..كأنها تستنشق الرَّوْحَ والريحان... مرت سنوات على هذه الحال...لكنَّ دوام الحال من المحال...
لا يملك عبد الرحمن من متاع الدنيا سوى سيارة 190 متهالكة...وقلبٍ قنوع , ورضى بالمقسوم.
اعتاد أن يبدأ العمل مبكرا ...
بعد صلاة الفجر في المسجد ..يدخل على أمه فيجدها منشغلة بنفسها...مع ربها...ذاكرة..مُسبحة...ينحني انحناءة تواضعٍ ..يقبل يديها ورأسَها ....يصلي ويسلم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم يدير محرك السيارة وينطلق على بركة الله للبحث عن رزقه ورزق أسرته...
يتجه مباشرة إلى "كارفور مدريد" يوقف السيارة ..ينادي بأعلى صوته ..أفاركو...بي أم دي...أفاركو ..بي أم دي ....وما هي الا لحظات حتى يكتمل الركاب وينطلق ...يذوب عبد الرحمن وسيارته في زحمة السير والأمواج البشرية...في رحلته اليومية الخالدة...حتى تزول الشمس عن كبد السماء ..فيعود قبيل صلاة الظهر إلى المنزل راضيَّ النفس ..مستبشرا..مبتسما...الاطفال يتسابقون إليه عندما يسمعون أزيز محرك سيارته الذي ألفوه وعرفوا كيف يميزونه من آلاف الأصوات..
يبدأ بأمه المُتلهفة لرؤيته...يقبل رأسها ويدها ...يجلس بجانبها...ثم يخرج من جيبه بعضا من الحلويات فيُناولها إياها..يبتسم...يمَّ..."هاذي فرحْتكْ انت" ..فتضحك..تُوزعها على حفيديها ..تنظر إليهما في سعادة وهما يتعاركان للفوز بهذا الصنف أو ذاك من الحلوى..ثم 

 

يرجى الضغط هنــــا لإكمال القراءة