الزهرة انفو : من المعاني التي أصر على تكرارها، أن نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نمط مختلف عن الصورة الذهنية للأنظمة التي كانت تحكم في هذه البلاد، وأن هذا الرجل الممسك بالسلطة نمط مختلف من الرؤساء، لم تستطع بعد نخبتنا الإعلامية التكيف من طرائقه في الحكم وآلياته في التسيير، لأنها لا تريد، أو لا تستطيع، التحرر من نماذجها الذهنية.
2. خلال سبع دقائق من نشري تدوينة أشكو فيها من انقطاع خدمة الكهرباء عن المبنى الذي يوجد به مكتبي على رأس هيئة حكومية، وصل حجم التفاعل مع الصورة إلى حوالي مائة، فقيدت التفاعل معها ولم أحذفها كما توهم البعض.
3. كان المرحوم حبيب ولد محفوظ يتساءل في سخرية لاذعة؛ من يخدع من؟ كانت تلك طريقته، رحمه الله، في التعبير عن وجه من انتقاداته لطرق تعبير السياسيين والإعلاميين الدائرين في فلك السلطة عن دعمهم للرؤساء والحكومات، وهي طريقة يرى حبيب أنها لا تخدع أحدا، أحرى أن تقنعه. لم تستوعب بعد نخبنا الإعلامية والسياسية أننا اليوم في الأغلبية لا نحاول خداع أحد، ولا نخفي الأخطاء لو وقعت، ولا نحاول تجميل الصورة بإخفاء الحقائق. وليست فينا "خوالف" كما يتمنى البعض، ويصدر تحليلا في ثوب السخرية.!
4. أول من يبلغ عن انقطاع أي خدمة اليوم قبل قطعها بعدة ساعات هي الشركات المعنية، وعلى رأسها شركة الكهرباء، التي تحسنت خدماتها، وتوسعت، وتحسنت تيعا لذلك سمعتها حتى استعادت ثقة الممولين. دون أن يعني ذلك أنها تخلصت من التركة الثقيلة التي ورثتها من سياسات الارتجالية، والممارسات الخاطئة على مدى عقود. ودون آن يبرئها من الوقوع في أخطاء جديدة، فإذا نشر أحدنا خبرا عن انقطاع الخدمة عنه، فستكون الشركة قد سبقته لذلك النشر بعدة ساعات، أو أيام.
5. أمس كان رئيس الجمهورية بنفسه يقف على محطة تصفية المياه القادمة إلى مدينة نواكشوط من نهر السنغال، وواضح أن فخامة الرئيس ليس راضيا عن انقطاع خدمة المياه عن نواكشوط لعدة أيام، وأنه لم يحاول إخفاء ذلك، وأنه سافر بنفسه دون إعلان مسبق حتى يقف على المشكل بعينه، ويطالع عن كثب الإجراءات المتخذة للتغلب على الخلل.
6. ثمة شيء مر أمس دون أن يلاحظه كثيرون؛ فأين كنتم حين وجه الرئيس الأوامر في هدوء وصرامة بإجراء تحقيق في أسباب ما وقع، والتقصير في اتخاذ الإجراءات اللازمة لرصد مثل هذه الاختلالات قبل وقوعها، وتفادي تأثر المواطن بها؟
7. ألم تشاهدوه. وهو يوجه في هدوء إلى العمل على ألا يتكرر هذا الأمر مستقبلا؟ ألم تشهدوا عملا متواصلا خلال الأيام الماضية لتخفيف آثار الأزمة.
8. خلال سنوات حكم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الأربع كتبت عشرات المقالات والتدوينات، وأجريت عددا من المقابلات التلفزيونية، والإذاعية، أيام كنت في موقع المسؤولية، وأيام أنا خارجها، لم يسألني أحد لما كتبت أو قلت كذا؟ ولم يسألني أحد لما ذا لم تكتب كذا أو تقل كذا؟
9. هل تعرفون لماذا؟ لأن من يوجدون في سدة الحكم لا يريدون أن يتزيدوا بما أكتب أو أقول، أو يكتب غيري أو يقول.. ولأنهم يدركون أن الكتابة تحت الطلب لا تغني شيئا في الإقناع، ولا تجدي في الدعاية المحترفة.
10. هل تعرفون أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من أكثر مسؤولي موريتانيا قدرة على التعبير عما في ذهنه، وأنه يعرف مواطن القول، ومواطن الصمت..؟ من لا يعرف ذلك فليأخذه مني، إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من أقدر من عرفت على التعبير بدقة عما يقصد، وهو يتحدث وكأنه ينظر في ظلال الكلمات،، ولكنه يفضل الفعل على القول، ويرى أن كثرة الحديث مزلة، وأن البلد بحاجة إلى رئيس فعال، بعد أن جرب كثيرا من القادة القوالين. جزاهم الله خيرا بما قدموا من فعل صالح، أول المعترفين به هو الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نفسه.
محمد عبد الله لحبيب
