الجمهورية الفتية التي تطفئ شمعتها الثامنة والخمسين، التى تعرف في المنطقة والعالم بالجمهورية الإسلامية الموريتانية،واجهت عبر تاريخها تحديات وجودية عند رسم حدود نشأتها و مع جيرانها؛ وبنيوية في مسار الأنظمة المتعاقبة التي حكمتها(بلا رؤى مقاصد وبلا حلفاء حقيقيين )، و عاشت أخطاء حسابات كادت تعصف بها من أبرزها صراع الهوية والانتماء، وحرب الصحراء وعد
تعيش بلادنا استقرارا هشا ناقصا ،ينغصه الاستبداد و الاستحواذ و استمرار حصول و تكرر عمليات القتل فى العاصمة ،بوجه خاص ،ربما بسبب عوامل متضافرة، يصعب حصرها .
منها تآكل المقوم الديني و الأخلاقي ،تحت ضغط العوملة و تناقص الاهتمام بالقيم و التقاليد و الأعراف الأصيلة . التى طالما عززت الاستقرار و الرحم و التآخى و التعاضد الاجتماعي ،بمختلف صوره .
في 3 أغسطس 2005 نجح الراحل أعلي ولد محمد فال رحمه الله وبدعم واتفاق مع المؤسسة العسكرية في انقلاب ضد نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد الطايع لتحكم المؤسسة العسكرية البلد لمدة عامين كفترة انتقالية،
ما في داخل النفوس همس يصير صوتاً..
والخلاص سؤال وطني وحضاري وفني..
وهل أكثر عمقاً ومصداقية من الفن حين يتناول حياتنا بصراحة وجرأة؟
فماذا سوف نضيف غير أن نقرأ الفنون على الخشبة، كما هي على أرض الحياة، باتجاهاتها الناقدة، وجهاتها: شمالا وجنوبا وما بينهما، وصولا لما هو في الشرق والغرب!
المطر والغيث والوابل ثلاثة كلمات ذكروا في القرآن الكريم بمواقع مختلفة ومن منا لا يعرف المعنى لهم بالشكل الصحيح ، والكثير منا يطلب المطر ولا يطلب الغيث أو الوابل ، عندما قمت بالبحث عنهم تبين لي أنهم مختلفات تماماً وكل منهم له خاصية مختلف عن الأخرى ففيهم الأذى وفيهم الرحمة وفيهم الفائدة .
إلى أين يجرّنا هذا الزمن المعقّد وتلك المرحلة المرّة من تاريخ قتال العرب والمسلمين في الأرض والماء والفضاء ؟
وكيف يفسّر واحدنا أو يهضم هذا الهيام بل التيه في فضاءات الحروب الإعلامية الخطيرة ؟ أليس الاستغراق والارتماء في ألعاب إعلام الفضاء يذكي الحروب والاشتعالات ويستدعي الكوارث الآتية المدفونة في الركام والتي لم تكن تخطر في بال؟
لَإِن وصل الحال ببعض الشعوب العربية إلى إضرام النار في نفسها رفضا للظلم والجور والتعسف والقهر مُتَحَدِين حر النار وحسرة الموت وبشاعة وسيلته فإن بعض الأنظمة أو من يدور في فلكها ألأقرب إليها قد رد بصريح الفعل المشؤوم أن هذه الأنظمة مستعدة لسحق الرافضين بل تذويبهم وإعادتهم إلى الأصل ؛نقطة ماء دافق خرجت من بين الصلب والترائب وتسربت في مياه الأرض المشتملة