المشهد غامض ومخيف، والوطن يدفع فاتورة أطماع البعض من سكينته ، من مكاسبه ،ودخان الحقد ورائحة الكراهية النتنة تزكم أنفاس الشعب في عقر داره ، ورفقاء السياسة داخل الحلبة والمواجهة حرة ، والعواطف الجياشة كالطود العظيم توشك إن تطمر وشائج التاريخ المشترك وأواصر القربى ، لكن تجربة التعايش الآمن تدعم التمسك بنعمة الأمن وتحتفظ بالوطن ككيان واعد لشعب واحد ، جزء
هناك صعوبة في فهم أحداث اللحظة ! / محمد الأمين ولد الفاضل
من الصعب جدا أن يجد المتابع للشأن العام في أيامنا هذه خيطا ناظما يجمع بين الأحداث الأخيرة، ومن الصعب عليه كذلك أن يجد أجوبة متماسكة منطقيا يمكن تقديمها للقراء للرد على الأسئلة التي تطرحها تلك الأحداث، والتي اتسمت في مجملها بالغموض وبالخروج عن دائرة المنطق والمعقول.
لقد شكلت انتخابات 22 /6/ 2019 الرئاسية علامة فارقة في الحياة السياسية الموريتانية، وخلقت منعطفا تاريخيا أسس لمرحلة جديدة مشرقة وواعدة بالخير والنماء. ومن خلال هذه التجربة السياسية الفريدة من نوعها في بلادنا وفي معظم إفريقيا والعالم العربي، شكلا ومضمونا، يستطيع المتتبع الكَيّس للشأن الموريتاني، استخلاص دروس وعبر جوهرية هي:
من الصعب جدا أن يجد المتابع للشأن العام في أيامنا هذه خيطا ناظما يجمع بين الأحداث الأخيرة، ومن الصعب عليه كذلك أن يجد أجوبة متماسكة منطقيا يمكن تقديمها للقراء للرد على الأسئلة التي تطرحها تلك الأحداث، والتي اتسمت في مجملها بالغموض وبالخروج عن دائرة المنطق والمعقول.
هذا يومُ الحَسْمْ.. ، فبعد أقل من أربع ساعات تتغير صفة إبن شيخ الغظف ولد الشيخ الغزواني من مترشح للرئاسة إلى رئيس منتخب بقوة سلطة الشعب الطامح إلى الترقي في مدارج الرفاه مع رجل العهد .
غزواني مواطن موريتاني، شأنه شأننا جميعا، لا ينكر القربى، ولا يتنكر للوشائج؛ لكنه يقر بخصوصية الإخوة في الجمهورية الصحراوية ويحترمها لهم؛ ولو صدر منه عكس ذلك لكان الحديث عنه بهذه الطريقة مفهوما ومستساغا، أما وقد قال بالواقع والحقيقة، فلا معنى للتحامل عليه..! اللهم إذاكان الإخوة في الطرف الآخر ينظرون لأنفسهم على غير مانراه ويطمحون إليه!
لم نشأ أن نخص أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية ، دون آخر بل آثرنا أن نضع هذه الأفكار على الجميع لعل وعسى أن تجد حيزا لها في اجنداتهم ونظرا لسابق علمنا بأن الوقت ضيق بالنسبة للجميع ، فقد فضلنا الاختصار على شكل رؤوس أقلام على أن كل فكرة أو تصور يمكن تعميقه وتفصيله عند الاقتضاء .
لقد قلت وكتبت على الدوام أن موريتانيا ولدت خـَـلـْـقيا هشة. فقبل استقلالها أوجعها الجيرانُ ضربًا، وبعد استقلالها أوجعها أبناؤها. لم تعد فرنسا هنا لتقول لجيراننا ما قال لهم الجنرال ديغول: "ستكون هناك دولة ذات سيادة على التراب الموريتاني وداخل الحدود الحالية التي نضمن حمايتها".
تقف موريتانيا على أعتاب مرحلة فاصلة من تاريخها، حيث ستشهد خلال هذا الشهر انتخابات رئاسية يتنافس فيها ستة مرشحين ليس من بينهم الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، في مشهد نادر التكرار في التاريخ الموريتاني، وبالإضافة إلى أهمية اللحظة السياسية ذاتها فإنها أيضا تتقاطع مع لحظة اقتصادية لا تقل أهمية، حيث تقف البلاد على أعتاب نهضة اقتصادية متوقعة مع بدء استغ